إن كُنا قد اعتدنا أن نرسم الأوهام بأيدينَا .. و أن ننسِج خُيوط الأحلام حتى تمتلِكَنا .. و أن نذوب في خيالاتِنا حدّ الثُّمالة ..
و إن كان واقعنا لا يُرضينا .. و الحقَائقُ أقسَى من أن نعيشَها .. و ما هو كائنٌ فوق احتمالِنا ..
و أننا قد اختَرنا المَجهول لنعيشَه وهْما ..و حُلما ..و عالَما آخر ننتمي -حقا- إليه ..
فإننا - و بأي حال- يجب عند لحظة بعينها أن نتوقف .. و أن نخبر أنفسنا أن ههنا ينتهي الحُلم .. و هنا يبدأ الواقع .. و هنا يجب أن تعيشه و ترضاه ..
فارضَ بواقعِك .. و جمّله إن أردت .. و غيره إن استطعت .. لكن فضلا .. لا تغمره بالأكاذيب .. و لا تحفَّه بالخِدع .. فإنه بالنهايةِ ليس حلما ستصحو منه يوما .. أو وهما ستَنفُضُه إن ضقتَ به ..
عِشه كما هو .. تعامل مع حقيقته .. اقبل ألمَه أولا .. و صدِّق صدماته .. ثمَّ ابحث عن الجمال ستجدُه حتما .. إن كان ما بداخلك كذلك ..!
ابحث عن لمحة الجمال في قلب الواقع رغم الجمود ..!
و انشد روعةَ الخيال في تفاصيل ما سيكون ..!
و انتظر - و بشوق- أفضليةَ الآتي .. و إن طال الانتظار ..!
و لا تُزدْ قسوة الواقع بأكذوبة تعيشها .. بل و تصدقها .. و من غيرُك يوقن أنها أهازيجُ ليلٍ .. سيُذيبُها طُلوع النَّهار ..!
فليس هناك ما يستحق أن تكون شيئاً ليس أنت .. أو أن تأخُذ مكانا ليسَ لك .. أو أن تعيش حياة لا تعنيك .. و يوما ما لن تَعنيها ..!!
عزيزي .. كُنْ أنت -كما أنْت- .. بأحلامك و خيالِك و واقعِك و آمالك و آلامِك ..