عَفواً بلادي .. عفوا يا مَن مِن أجلك و من أجل كرامَتك و من أجل أن تبقي دوما حُرّة أَبيّة أُزهقَت الأرواح و سالت الدماء ..
عفوا .. يا من من ظننا أن من أجلك حقا يهون كل شيء .. و يصغر كل كبير و يرخص كل ثمين .. فأنت فوق كل شيء و ما دونك دوما يهون و ما سواك لن يعنينا و بغيرك لن نرتضي أبدا بديل ..!
عفوا بلادي .. عفوا أيها الأم .. و عذرا .. فلا أعلم إن كنت أنت من تخلى عنا أم أنها الأقدار أبت إلا أن تقذف بكلينا إلى هاوية المجهول دون أن تسألنا حتى أن نستعد .. !
عذرا .. أظنني قد ظلمتُ الأقدار أيضا .. عجبا .. إنّه نحن من اخترنا القدر .. إنني أراه يتبرأُ منّا .. أرى القدر قد رفع يديه .. أراه يصرخ قائلا : إني منكم بُراءٌ أيها الأغبياء ..!! -عفوا.. إنه حديثُ القدر- !
أيا أمُّ .. هل يُرضيكي أن تسيل دماء "بعض" أبنائك من أجل أن نعيش جميعا فيفاجئنا "الجمع" بأنهم لا يريدون أن يعيشوا ..!
و بأن العَيشَ لا يعني لهم سوى بضع لقيمات زائدة و حفنة أموال و أمانٍ زائف و أن الكلمات مازالت تجتذب عقولهم و أن كل ما نُوديَ من أجله و من أجلِه سُفكت الدماء قد ذهب أدراج الرياح ..
أيا أمُّ أخبريني إن كان عشقنا لكِ سيحملُنا على بذل المزيد .. و على بذل الدماء من جديد .. فإلى متى سيناضل المناضلون و يحصد أبناؤك نتيجة لا مبالاة "أغلبية" أبنائك العبيد ..!
أخبريني حقا إن كنت تستحقين المزيد ......!!!
أيا أم إن كان سلاحنا الحق فسلاحهم أنهم كثُر .. و لم نكن نعلم بأن الباطل قد تغلغل في أعماقِك حتى النخاع .. لم نكن نعلم أن الباطل لم يكن محض صنمٍ سيحطِمُه نداء سيفُ الحق .. بل إنه شرابٌ استقاه كل من عاش في ظله و استمتع حتى أنه بات له كماء الحياة ..!!
عُذرا .. فمن أجل من ستُطلب الحرية إن لم يكن هناك أحرار ..!!
و من أجل من ستُسفكُ دماءُ الأبرار ..!
أخبريني بربِّكِ من سَيشرب نخب الانتصار ..!
و من سيبقى ليشاهدكِ من جديد و أنت على حافةِ الانهيار ..!
أيا بلادي هلاّ حَررتِ أرواحنا من رِقّ التَّبَعية و الانقياد ..؟!
هلا علمتِنا -أولا- ماذا تعني "الحرية" حتى نحتقر العبودية سِوى لِربِّ العباد ..؟!
عُذرا .. فهلا أَعلمتِنا -بالبدايةِ- أننا وُلدنا أحرار .. و لسْنا عبيـــــــــــْـــــــــــد ..!!!!!!!!!!!!!!!