سأُغمِض عَينيَّ ..!
لا أعرف إن كنت أغمضهما خوفا..غضبا..هربا.. أم شيئا آخر.. عجزتُ حتى عن وصفه.. و لكنني فقط .. أردت أن أُغمِضَهما ..!
أردت أن أذهب ..بعيدا ..حيث لا أرى أحدا.. أو يرانى أحد ..!
فقط ..أردت أن لا أكون هنا..أو أردت أن أكون هناك ..!!!
لا أعرف إلى أين تذهب بي عيناي المغلقتان .........!
ليتها تذهب بي إلى حيث عجز واقعي عن الذهاب إليه ..!
فقد تساوت الأزمنة .. ما سيكون و ما كان ..
تشابهت كل الأماكن و كأنها نفس المكان..
تشابهت كل الأشياء فأصبحت بلا كيان ..!
و تساوت كل المتناقضات..بلا دليل و لا برهان !
حتى الكلمات و الحروف..أصبحت و كأنها طلاسم أعجمية من قاموس لم يعرف لغته إنسان !!
و باتت الحياة -بكل رونقها- كأنها قطعة أثَر قديم نُثرَ عليها غُبار النسيان ..!
وكأن صرخة الفناء و أسطورة الخلود توحدتا ..و تحطم كل رمزٍ عال على صخر من صوّان !!
و بث الموت سمومه فى قلب الحياة .. فلم تستطع صمودا ..و كيف الصمود أمام الطوفان !!
و غطى سواد الليل كل خيط من شعاع الشمس ..فكأنه لحظة فرحٍ اكتنفتها الأحزان !!
لماذا يختفي كل بريق لأمل لم يكن يوما في الحسبان ..!
لماذا يزرع اليأس بذوره بأرضنا ..لماذا يدوس بأقدامه كل نبتة تخرج من أرض الأحلام !!
لماذا لا تلبث البداية أن تستحيل نهاية في ثوان ٍ !!
أبأيدينا ما كان..أم كان بأيد القدر و الزمان !
قد سئمت القلم و المداد..سئمت الأوراق و كلماتها التى تتطاير كالدخان !!
فقد باتت كل السطور لا تعنى شيئا..و كأنها محض خربشات بمعبد الموت أو على الجدران !
أين الكلمات ..أين الحروف ..و أين اختفت الألوان ؟!
بحثت و لم أجد ردا ..ناديت و لم يجبني غير صدى الآلام ..!
فلم أملك إلا ..أن أغمض عينيَّ و أذهب..
لا أعلم إلى أين..و إلى متى.........
بتُّ لا أعرف حتى إن كان باختياري أم فرضته عليّ هاتان العينان..!
لا أعرف إن كنت سأفتحهما ثانية ..أم أنها الإغفاءة الأخيرة و السّلام................!!!