تَأخذك الأحلام .. تسرِقُك .. تخطفك دون سابق إنذار .. لتحلّق بجناح الخيال في عالم تعلم أن ليس له وجود -إلا في خيالك- ..!
و لكنك و بلا أسباب .. تبدي استسلامك .. و بلا مقاومة تذهب بروحك إلى حيث تهيم سابحة بلا قيود .. !
لعالم شفافيته بلا حدود .. و نقاؤه فوق خيال الوجود ..
حيث لا أكاذيب .. لا خداع .. و لا نكث للوعود !
هناك .. حيث تبقى العهود دوما .. عهــــــــود !
هو ذا العالم الذي مهما نُسجت الكلمات .. فبحق وصفه لن تجود .. !!
إنه فقط حين تأخذك عيناك المغلقتان إلى حيث رائحة الورود !
إلى حيث يلقي القمـــر بنوره على صفحات أمواج بحرٍ لا محدود ..
فيبدّد بضيائه ظلمة ذلك الليلٍ و يَفُك عنه القيود .. !
و يمر عطر نسيم ربيعٍ عليل بتلك الليلة القمراء .. فكأنك تستنشق عبير الحياة القادم عبر العقود .. !!
و تستمع لموسيقى الكون يعزفها حفيف وريقات الشجر .. و خرير جدول الماء .. فكأنه لحنٌ آخر لأسطورة الخلود !
كلُّ شيء هنا يتحرك .. ينبض .. و لا يخشى الرُّكود !
و يمضي كل شيء في مساره بلا مللٍ .. و بلا حيود !!
هناك حيث شريان العشق الأزلي و وريده ممدود .. !
هو ذاك العالم حيث تبقى الكلمات .. و تحفظ معانيها بلا قوانين و لا شهود !!
فلا مكان و لا زمن يحدنا .. و لا أسئلة و أجوبة و ردود !!
عالم خاص .. ترسم فيه بريشتك من أردت له الوجود .. !
عالمٌ ما إن حلَّقت به .. تمنّيتَ أن تذهب فقط .. أن لا تعود !
عالمُك وحدك .. حيث لا صخَب و لا حشود .. !
و يغمرك شعورٌ غريب بالرضا .. و هدوء بنفسك .. و راحة تفوق كل حدود !
.
.
و كل ذلك ليس سوى دقائقَ بحُلمك المعهود .. !
و تفيق فجأة من أحلامك -و إن كنت يقظا- بفرقعة إصبع في الهواء .. كعصا سحرية عادت بك من أسطورة الكتاب القديم .. و انتقلت بك من عالم اللاوجود إلى دنيا واقعك الموجود .... !!
لينتهي الحُلم .. و ينتهي معه عالمك المسحور فتتمنى أن تذهب من جديد .. أن تكون دوما .. في شرود .... !!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق